صهيب حسن، معونة الكنيسة النرويجية
في عام 2022، حدثت فيضانات مدمرة أثّرت على أكثر من 33 مليون شخص في جميع أنحاء باكستان. وقد كان إقليم السند من بين الأكثر الأقاليم تضررًا، حيث تسببت الفيضانات في تدمير المنازل والبنية التحتية والخدمات الأساسية، مما أدى إلى نزوح الملايين، الذين أصبحوا من دون مياه نظيفة أو مأوى. وقد استجابت منظمة معونة الكنسية النرويجية من خلال نداء رقم ACT (PAK221)، في مناطق بدين، ودادو، وميربورخاس، وحرصت على تكييف معايير اسفير لتتناسب مع السياق المحلي تلبية الاحتياجات الفورية ودعم جهود تعافي السكان.
استمر المعونة من أكتوبر 2022 إلى يوليو 2024، باتباع نهج تدريجي، حيث قدمت في البداية الدعم خلال مرحلة الطوارئ الحادة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى تدخلات التعافي المبكر. وخلال مرحلة الطوارئ، ومع عودة الناس إلى منازلهم، وضعت المعايير في سياقها بما يناسب البيئات المجتمعية المحلية. ففي حين شيدت مراحيض مُحسّنة جيدة التهوية في المخيمات، شيدت مراحيض دائمة مزودة بخزانات مياه مُحكمة الغلق، للصرف الصحي، في المجتمعات المحلية (انظر: الملاحظات الإرشادية الخاصة بمعيار رقم 3.3 إدارة الفضلات في الفصل الخاص بالإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة).
في هذا الصدد، ركّزت معونة الكنيسة النرويجية بشكل كبير على خدمات الإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة وتدخلات المأوى في حالات الطوارئ، وذلك لضمان الالتزام بمعايير اسفير وفي الوقت ذاته تكييفها بما يناسب الاحتياجات المحددة للسكان المحليين. ولذلك، ضمنت هذه التدخلات حصول جميع الأفراد على ما لا يقل عن 15 لترًا من المياه النظيفة يوميًا (انظر: المؤشرات الأساسية للمعيار رقم 2.1: الوصول للمياه وكميتها، الفصل الخاص بالإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة)، ووفرت مرافق صرف صحي منفصلة للجنسين؛ احترامًا للحساسيات الثقافية.
وفي المناطق التي تتسم فيها المياه الجوفية بالملوحة وغير صالحة للاستهلاك، قامت معونة الكنيسة النرويجية بتركيب مضخات يدوية، وأجرت اختبارات صارمة لجودة المياه لضمان حصول السكان على مياه شرب نظيفة (انظر: المؤشرات الأساسية للمعيار رقم 2.2: جودة المياه، الفصل الخاص بالإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة).
واجهت معونة الكنيسة النرويجية العديد من العقبات، بما في ذلك منسوب المياه الجوفية الضحلة التي جعلت بناء خزانات الصرف الصحي أمرًا صعبًا، علاوة على ارتفاع مستويات المواد الصلبة الذائبة في مصادر المياه؛ مما أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة لتوفير مياه الشرب الآمنة للسكان. وقد نجحت معونة الكنيسة النرويجية في التغلب على هذه التحديات من خلال إجراء اختبارات مُكثّفة لجودة المياه وتصميم أنظمة صرف صحي مرتفعة. وفي المناطق التي تتسم فيها المياه الجوفية بدرجة ملوحة عالية، قامت بتركيب مضخات يدوية للآبار؛ بهدف تقريب المياه الصالحة للشرب لمنازل السكان، وذلك بهدف تقليل المخاطر التي تتعرّض لها النساء والأطفال الذين عادة ما يقومون بجلب المياه للمنازل.
من بين أبرز السمات الرئيسية لاستجابة معونة الكنيسة النرويجية هي إشراك المرأة في عمليات صنع القرار. وإدراكًا من معونة الكنيسة النرويجية لحقيقة أن النساء مسؤولات في المقام الأول عن جلب المياه للمنازل، سمحت لهن باختيار نقاط المياه ومواقع الصرف الصحي (انظر: الملاحظات الإرشادية للمعيار رقم 5: المساعدة التقنية، الفصل الخاص بالمأوى)، لكي تضمن إمكانية وصولهن إلى المرافق وملاءمتها لهن.
لقد نجحت استجابة معونة الكنيسة النرويجية في إقليم السند في تلبية معايير اسفير الخاصة بالإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة والمأوى، مما أسهم في تقليل مخاطر تفشي الأمراض وتوفير ظروف معيشية آمنة وكريمة للسكان المتضررين من الفيضانات. وكان من نتائج ذلك أيضًا تقليص أوقات جلب المياه (انظر: المؤشرات الأساسية للمعيار رقم 2.1: الوصول للمياه وكميتها، الفصل الخاص بالإمداد بالماء والإصحاح والنهوض بالنظافة)، علاوة على الحد من المخاطر التي قد تتعرّض لها النساء، وزيادة وعي المجتمع بالمخاطر المتعلقة بالصحة العامة.
وهكذا، من خلال تكييف إرشادات اسفير بما يتناسب مع السياق المحلي وإشراك المجتمع في عملية التخطيط، نجحت معونة الكنيسة النرويجية في تقديم حلول أكثر استدامة وملاءمة ثقافيًا.
وختامًا، تقدم الاستجابة للفيضانات لعام 2022 في إقليم السند رؤى قيّمة حول أهمية تكييف المعايير الإنسانية مع السياقات المحلية. فمن خلال دمج مدخلات المجتمع وتكييف معايير اسفير لتناسب الواقع البيئي والثقافي، ضمنت معونة الكنيسة النرويجية تلبية تدخلاتها الإنسانية لاحتياجات الفئات الأكثر تضررًا.