الرعاية التلطيفية: لماذا هي جزء مهم من أي استجابة لوباء كوفيد-19

 

تشارك أنينيا ناديج، مديرة السياسات والممارسات في اسفير، أفكارها بشأن أهمية تقديم الرعاية التلطيفية في الاستجابة لكوفيد-19.


 

لا تزال الرعاية التلطيفية لا تحظى باهتمام كافٍ في الاستجابة الإنسانية على الرغم من إحراز بعض التقدم. وينبغي أن نذكر أنفسنا بأهميتها، وخاصة في إطار مكافحة وباء كوفيد-19.

ولا تقل الرعاية التلطيفية، التي تعرف على أنها الوقاية والتخفيف من المعاناة والألم المصاحبين للأمراض التي تسبب الوفاة، أهمية عن الأعمال الإنسانية الأخرى. فهي لا تشكل فقط جزءًا من الرعاية النفسية والاجتماعية وتساهم في الشفاء العاطفي عندما يكون هناك حزن وفقدان، وإنما هي أيضًا جزء من نهج شامل للحياة والموت يشمل الوقاية والتخفيف والعلاج والرعاية في مرحلة الاحتضار.

وقد توفي العديد من الأشخاص وهم في عزلة خلال تفشي وباء كوفيد-19 (…)، وهو وضع يتعارض مع الاعتقاد الأخلاقي بأن للناس الحق في الموت الكريم.

وتتعلق الصحة العامة بإيجاد التوازن الصحيح بين صحة السكان ككل ورفاهية الفرد. وكان من الصعب تحقيق هذا التوازن خلال وباء كوفيد-19 لأن الكثير من الناس ماتوا في عزلة، وهو وضع يتعارض مع الاعتقاد الأخلاقي بأن للناس الحق في الموت الكريم. والرعاية التلطيفية، كما هو موضح في المعيار الصحي “الجديد” لاسفير رقم 2.7، راسخة بقوة في نهجها تجاه الاستجابات الإنسانية الكريمة.

من الصعب المبالغة في أهمية الرعاية التلطيفية في مثل هذه الظروف، وفي الأوضاع الإنسانية على نطاق أوسع، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة. وبالتالي ينبغي إدراجها في خطط الاستجابة كافة سواء على المستوى العالمي أو القطري أو التنظيمي.

ومن الواضح أن الاستجابة لوباء كوفيد-19 تفرض تحديات جديدة على القطاع الإنساني، ولكن يجب ألا نحاول البدء من نقطة الصفر.

ويجب أن تعكس خطط الاستجابة المعايير الحالية لتعزيز التماسك العالمي وفرص التنسيق والتعلم. ومن الواضح أن الاستجابة لوباء كوفيد-19 تفرض تحديات جديدة على القطاع الإنساني، ولكن يجب ألا نحاول البدء من نقطة الصفر. ولا تتطلب الأزمة الجديدة بالضرورة وضع معايير جديدة، بل تتطلب فهم المعايير الموجودة وتطبيقها. ويجب أن نستند إلى المعرفة المشتركة والممارسات الجيدة المقبولة التي تم تطويرها على مدار العشرين عامًا الماضية.