تعليم الآخرين بشأن اسفير: رحلة أربعة مدربين في بوركينا فاسو

المشاركون في ورشة تدريب المدربين في بوركينا فاسو. الصورة: إلياسو أدامو

 

في كل عام، تتولى مجموعة ملتزمة تضم نحو 120 مدربًا من اسفير في 50 دولة مسؤولية نشر المعرفة بمعايير اسفير بين الممارسين الميدانيين، وصناع السياسات، والمسؤولين الحكوميين في جميع أنحاء العالم، والدعوة إلى أهمية كرامة الإنسان والمساءلة في العمل الإنساني. وسيزداد عددهم هذا العام حيث تخرجت مجموعة جديدة من المعلمين من برنامج “تدريب المدربين” الخاص باسفير في بوركينا فاسو.

تم اختيار هذه المجموعة النشطة المؤلفة من تسعة أشخاص – الذين ينتمون إلى وكالات إنسانية محلية ودولية ولديهم خلفيات متنوعة – من بين عشرات المهنيين ذوي الخبرة الذين حضروا سلسلة من ورش عمل اسفير في بوركينا فاسو والنيجر في أوائل عام 2020. وتمت دعوتهم لمواصلة تدريبهم، وأكملوا دورة مخصصة لمدة أربعة أيام خلال فصل الصيف. وبعد تيسير ورش عمل اسفير الخاصة بهم لأول مرة في أيلول/سبتمبر، أصبحوا الآن جاهزين لتعميم المعلومات بشأن الجودة الإنسانية والمساءلة وتعزيز معايير اسفير في بلادهم.

وقد تحدث اسفير إلى أربعة من خريجي البرنامج لمعرفة ما يعنيه أن تصبح مدربًا لاسفير.


 

ما الذي دفعك للاشتراك في تدريب اسفير في المقام الأول؟ 

بوريما ليونيل ويدراوغو: التحقت في عام 2010 في دورة دبلوم في التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية، وناقشنا خلالها نسخة 2004 من معايير اسفير. وبسبب الأزمة الإنسانية الأخيرة في بوركينا فاسو (الأولى من هذا الحجم)، شعرت بالحاجة إلى تعزيز معرفتي بدليل اسفير في نسخته الجديدة.

كادي أناببو: يعمل زوجي في منظمة غير حكومية دولية في بوركينا فاسو. وأخبرني عن كتاب أعطي له في العمل – منشور “يجب أن نقرأه من أجل القيام بعمل إنساني جيد”. أعترف أنني لم أكن مهتمة حقًا، واعتقدت أنه إذا لم أسمع من قبل عن دليل اسفير هذا فلا بد أنه مجرد شيء نظري. ثم أخبرني بعد بضعة أشهر أنه تقدم بطلب للالتحاق بتدريب على نفس الكتاب وقال إنه يجب علي أن أتقدم بطلب أيضًا. وكنت لا أزال غير مقتنعة ولكن انتهى بي الأمر بإرسال طلبي. وبعكس ما هو متوقع، فقد تم اختياري ولم يتم اختيار زوجي (ولكنه كان سعيدًا من أجلي وشجعني على الذهاب). وهنا بدأت بإجراء بحث عن اسفير وتنزيل الدليل والبحث عن كل ما يتبادر إلى ذهني بشأن هذا الموضوع. وشعرت في النهاية بالحماس الشديد للتدريب.

 

كيف تم تنظيم البرنامج التدريبي؟

كادي أناببو: تم إجراء التدريب الأولي على اسفير في كانون ثاني/يناير 2020. وكانت الأجواء رائعة، ولكن كان التدريب غنيًا بالمحتوى في نفس الوقت. ولم يسبق لي المشاركة في مثل هذه الورشة جيدة التنظيم من الإعداد إلى العروض التقديمية. وأخبرت زوجي في نهاية اليوم الأول أن تفويتها سيكون خطأً كبيرًا.

و. كارين ميشيل كابوري/زوبغا: تم تحديد المدربين المستقبليين من بين الأشخاص الذين حضروا تدريب شهر كانون ثاني/يناير. وتم تنظيم برنامج تدريب المدربين في شهر آب/أغسطس، وأتاح تعزيز المعرفة باسفير وتعلم كيفية نقل هذه المعرفة إلى الجهات الفاعلة الأخرى في المجتمع الإنساني.

أوديت باديل: كان هناك أربعة مدربين في ورشة العمل، ثلاثة منهم في الغرفة وواحد يتواصل من جنيف من خلال مؤتمر مرئي. وقد كان المدربون يتمتعون بخبرة كبيرة، مما أتاح لنا استعراض الدليل بأكمله في أربعة أيام فقط. وتعلمت بعض التقنيات الحيوية التي لم أكن أعرفها واستراتيجيات للتعلم من الجمهور.

بوريما ليونيل ويدراوغو: تضمنت ورشة عمل تدريب المدربين ثلاث مراحل. ركزت المرحلة الأولى على محتوى الدليل، ولا سيما تاريخ اسفير، والفصول التأسيسية والفصول الفنية الأربعة. وركزت المرحلة الثانية على “أندراغوجيا” (علم تعليم الكبار) والتعمق في تقنيات التحضير لورشة العمل وتيسيرها. وقمنا خلال المرحلة الأخيرة بمحاكاة تقديم دورتين تدريبيتين.

 

من بين كل المعرفة التي اكتسبتها أثناء التدريب، ما هي أهم رسالة يجب وضعها في الاعتبار في رأيك؟

و. كارين ميشيل كابوري/زوبغا: يعتمد نجاح أي تدريب على الإعداد الجيد. وتعد الحماية عنصرًا أساسيًا في أي تدخل إنساني مهما كان القطاع.

أوديت باديل: أهم شيء بالنسبة لي هو تعلم التنسيق بين العاملين في المجال الإنساني. وقد وجدت أنه بينما نطبق مبادئ اسفير في عملنا، فإننا نرتكب في بعض الأحيان أخطاء تكشف الأشخاص الذين نساعدهم أو توصمهم. ولاحظت أيضًا أن مفهوم المساءلة لم يكن مفهومًا على الإطلاق بالنسبة للممارسين. وأعلم الآن بفضل هذا التدريب أن الإدارة المسؤولة عن السلطة من قبل العاملين في المجال الإنساني مدرجة في هذا التعريف.

 

كيف ستستفيد من مهارات التدريب على اسفير الخاصة بك في المستقبل؟

أوديت باديل: أعتزم تطبيق توصيات الدليل بشكل أكثر شمولًا في عملي ومشاركة ما تعلمته مع زملائي. وسيكون لهذا تأثير إيجابي للغاية على الأشخاص الذين نساعدهم.

بوريما ليونيل ويدراوغو: سمح هذا التدريب لمنظمتي وبلدي بالحصول على مدرب داخلي لاسفير. وسأكون قادرًا على مشاركة ما تعلمته ليس فقط مع زملائي وشركاء منظمة الغذاء والزراعة، ولكن أيضًا مع المجتمع الإنساني الأوسع. ومن الناحية المهنية، ستكون المعرفة المكتسبة ذات فائدة كبيرة بالنسبة لي في جميع مراحل دورة البرنامج الإنساني.

كادي أناببو: لقد بدأت العملية بالفعل. وتحدثت مع زملائي بشأن دليل اسفير (لم يسمع أحد منهم به من قبل) وشجعت زملائي في المناطق التي أجري فيها التدريب على التقدم بطلب للالتحلق بالتدريب. وكنت قد خططت للاستفادة من بعثاتي الميدانية لمشاركة لمعلومات بشأن الدليل وتشجيع الأخصائيين الاجتماعيين على قراءته، ولكن فقد جعل كوفيد-19 الأمر مستحيلًا حتى الآن. ودعوت في تشرين أول/أكتوبر أعضاء المجلس الوطني للإغاثة والتأهيل في حالات الطوارئ في بوركينا فاسو لحضور اليوم الأخير من برنامج التدريب، وهو “يوم إعلامي” بشأن دليل اسفير. وأنا آمل في تنظيم المزيد من الأنشطة معهم في المستقبل.

 

ما هي النصيحة التي تقدمها للمهنيين الذين يفكرون أيضًا في المشاركة في تدريب اسفير؟

و. كارين ميشيل كابوري/زوبغا: إن تعزيز معرفتك باسفير هو أمر ضروري جدًا لتحقيق مهمتك في المجال الإنساني بشكل أفضل.

بوريما ليونيل ويدراوغو: بالنسبة لي، فإن دليل اسفير هو “تذكار” للعاملين في المجال الإنساني. وأدعو الجهات الفاعلة الإنسانية كافة، وخاصة أولئك الذين لديهم مهارات تعليم الكبار، لحضور التدريب. وهذه هي الطريقة التي يمكن بها تعميم الدليل على أوسع نطاق ممكن.

 


 

الأنسة كادي أناببو هي موظفة حكومية في بوركينا فاسو تعمل في المديرية العامة لدراسات القطاع والإحصاء في وزارة المرأة، والتضامن الوطني، والأسرة والعمل الإنساني.

الآنسة أوديت باديل هي موظفة في المجلس الدنماركي للاجئين. وكونها أخصائية اجتماعية من خلال التدريب، فهي تقدم الدعم الطارئ للنازحين داخليًا في بوركينا فاسو بهدف إعادة إدماجهم.

الآنسة و. كارين ميشيل كابوري/زوبغا متخصصة في إدارة المشاريع. وكانت في السابق مسؤولة عن الحماية والدعم النفسي والاجتماعي في جمعية الصليب الأحمر في بوركينا فاسو، وهي حاليًا مسؤولة عن تطوير برامج المساواة بين الجنسين والبرامج الإنسانية مع المركز الكندي للدراسة والتعاون الدوليين. وتركز على دعم الفئات المستضعفة في البيئات غير المستقرة.

السيد بوريما ليونيل ويدراوغو هو خبير في التحويلات النقدية في الفرع المحلي لمنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة. وشارك في قيادة مجموعة العمل النقدي في بوركينا فاسو منذ عام 2014، وهو مدرب معتمد لشراكة التعلم النقدي.